نائب رئيس حزب "الصواب" الموريتاني لـ "الصحيفة": حان الوقت لتتخذ الحكومة الموريتانية موقفا حازما ومتقدما لدعم مغربية الصحراء.. وعلى نواكشوط أن تتكئ على الرباط لدعم مصالحها

 نائب رئيس حزب "الصواب" الموريتاني لـ "الصحيفة": حان الوقت لتتخذ الحكومة الموريتانية موقفا حازما ومتقدما لدعم مغربية الصحراء.. وعلى نواكشوط أن تتكئ على الرباط لدعم مصالحها
حاورته - خولة اجعيفري
السبت 3 غشت 2024 - 22:56

في 22 يناير الماضي، قال وزير الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوق على هامش زيارته الرسمية للرباط، إن كل الإشكالات العالقة مع المغرب "سنجد لها حلا"، في إطار التنسيق المشترك، والبحث الدائم عن مصلحة البلدين وتطلعات الشعبين، ولعلّ من أبرز الإشكاليات التي تواجه العلاقات الثنائية والتي لم تجد بعد سبيلا للحل هي ملف الصحراء المغربية. ففي وقت تتخذ نواكشط موقف "الحياد الإيجابي" كما تُفضل تسميته، ينتظر المغرب من شركائه التقليديين والجدد موقفا واضحا وحازما ومباشر إزاء قضيته الوطنية الأولى، ملف الصحراء المغربية الذي بات "النظارة التي يرى بها العالم" وفق خطاب للملك محمد السادس.

ولا شك أن تحركات جبهة "البوليساريو" في موريتانيا، تُلقي بظلالها على العلاقات المغربية- الموريتانية، التي شهدت طيلة العقد الماضي حالة فتور، بسبب ارتباطات الجبهة بالنظام والقوى السياسية في نواكشوط قبل أن تُرمم في السنتين الأخيرتين، وهو الارتباط الذي عاد ليظهر مرة أخرى بعدما خُصِصَ لزعيم الجبهة الانفصالية استقبال "رسمي" لكنه "فاتر" من طرف الوزير الأول الموريتاني على هامش حفل تنصيب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي انتخب رئيسا لعهدة جديدة.

وفي هذا الإطار، حاورت "الصحيفة" السياسي الموريتاني ونائب رئيس حزب "الصواب"، أحمد ولد عبيد، الذي اعتبر أن الحكومة الموريتانية الجديدة، مطالبة أكثر من أي وقت مضى بدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي بوصفه الحل الأكثر منطقية لإنهاء هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، سيّما وأنه يحظى بدعم دولي واسع آخره فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، مشدّدا في السياق ذاته على أن التحولات الجيوسياسية والسياق الأمني في دول الساحل تفرض وبشدة ضرورة التفكير البراغماتي والاتكاء على المملكة المغربية ومحاولة توطيد العلاقات معها أكثر من خلال ملف الصحراء، لما ستلعبه هذه الخطوة إيجابا لصالح موريتانيا.

🔴 ماهو تقييمك لمستوى العلاقات المغربية الموريتانية في السنوات الأخيرة؟

العلاقات المغربية الموريتانية، قوية ومتينة، تنسجم والتاريخ المشترك الذي يجمع الدول المغاربية وأمتنا العربية عموما، وبالتالي هي جيدة متقدمة، وضاربة في القدم والتاريخ، لكنها في حاجة للتطوير أكثر مع تعزيزها في ظل كل المتغيرات الجيوسياسية والإقليمية التي نشهدها مؤخرا.

وصراحة أعتقد، أننا في عالم البراغماتية والتكتلات الإقليمية ونهدر الوقت والجهود التي من المفترض استثمارها بالضرورة في إحياء الاتحاد المغاربي ككتل قوية شعبية واقتصادية سيكون لها موقع مقبول لامحالة في المجتمع الدولي، ونحن في حاجة لهذه التكتلات فعلا.

🔴 ماذا بخصوص موقف موريتانيا من مغربية الصحراء في ظل هذه الديناميكية التي يشهدها الملف دوليا، ألم يحن الوقت لتتخذ نواكشوط موقفا صريحا إزاء هذا الملف؟

موريتانيا حكومة وقيادة تتخذ موقفا حياديا إيجابيا لطالما اتخذته منذ أن تقدم الملك محمد السادس بمبادرة الحكم الذاتي في عام 2007، لكن شخصيا أنا من دعاة تغيير هذا الموقف في عدة محافل، وأقولها صراحة حان الوقت لتتخذ الحكومة الموريتانية موقفا حازما ومتقدما إسوة بالعديد من القوى العالمية ودول العالم، وكذا الدول الأفريقية، إذ أن مُعظمها بات داعما لمغربية الصحراء.

وأعتقد أن الحكومة الموريتانية يجب أن تدعم بالفعل مبادرة الحكم الذاتي المغربية، وتتحرك ضمنها على أساس التغيير الإيجابي لحل هذا النزاع الذي طال أمده، كما أن دعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء هو الحل الوحيد الذي سيعطي الحق لساكنة الصحراء في تقرير مصيرهم تحت سيادة المغرب.

🔴 طيب، ذكرتَ مسألة إحياء اتحاد المغرب العربي، ألا ترى معي أن إحياء تكتل إقليمي من هذا الحجم بات في حكم المُحال بالنظر لواقع الانقسام في صفوف أعضائه نتيجة لاختلاف الرؤى والتوجهات إزاء ملفات عدة في مقدّمتها ملف الصحراء الذي يُعد "النظارة التي تقيس بها المملكة صدق شركائها ومستقبل شراكاتها" وفق تعبير الملك محمد السادس؟

أتفق معك، بات من المهم، بل والأساسي تجاوز ملف الصحراء لإحياء تكتل المغرب العربي، فهذا الملف عرقل ومازال يُعرق وحدة الدول المغاربية، وبالتالي فرصة أن نتحول جميعا، موريتانيا المغرب تونس الجزائر وليبيا لقوة اقتصادية إقليمية قوية ووازنة في المجتمع الدولي. ولا يمكن تحقيق ذلك دون حل نزاع الصحراء، لهذا المطلوب هو إنهائه بالمطلق ووضع حد له للمضي قدما.

وهناك مسألة أخرى، مهمة هي أن موقع موريتانيا القريب من دول الساحل، وجميعنا نعلم الوضعية المضطربة في المنطقة، بعض هذه الدول تواجه انقلابات عسكرية وحروب وأزمات سياسية، وسط احتمالات بأن تزول دول أخرى من الخريطة، لهذا بات من الأفضل أن نتكئ على المملكة المغربية، فمصالحنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية معها، والمرحلة تقتضي أن نكون يدا واحدة وأن تكون العلاقات قوية جدا بين الرباط ونواكشوط لنتمكن من تجاوز الوضعية المتأزمة في دول الساحل التي باتت من جهة ثانية، تنذر بمستقبل أمني غامض وغير واضح.

🔴 أفهم من كلامك، أن الأوضاع الأمنية في المنطقة تتطلب خطوة جريئة للحكومة الموريتانية في المستقبل القريب لنهج التفكير البراغماتي ودعم سيادة المغرب على صحرائه؟

ما أود أن أقوله، هو إن الواقع الحالي يتطلب رؤية استشرافية، فالكثير من الأخطار خصوصا الأمنية باتت تحدق بنا وكلما اتجهنا إلى وحدة الصف وحافظنا على علاقات جورة طبيعية ومقبولة وتحترم الحق في الحياة سيكون المستقبل أفضل، وموقفي الأكيد هو أنه يجب على الحكومة الموريتانية الجديدة أن تأخذ الاتجاه الصحيح في دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، خصوصا وأننا جميعا نعلم الاتجاه الدولي والأممي لدعمها سواء تعلّق الأمر بإسبانيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية أو قوى دولية وإقليمية أخرى، جميعها اتجهت لنفس الموقف وهو الموقف الطبيعي أي مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

🔴 الملك محمد السادس أطلق نهاية العام الماضي، مبادرة دول الساحل لتعزيز ولوج هذه الدول إلى المحيط الأطلسي، بشكل يتيح فرصا كبيرة للتحول الاقتصادي للمنطقة برمتها، ونواكشوط من جانبها انضمت للمبادرة بشكل خجول. في نظرك إلى أي حد تعتقد أن هذا الورش الملكي سيعزز العلاقات الثنائية ويقرب الرؤى أيضا في ملف الصحراء؟

عموما العلاقات على المستوى الإقليمي والأفريقي تسير بخطوات متسارعة إلى الأمام، وفي الاتجاه الصحيح، ما تعكسه حجم العلاقات المتينة بين قيادة البلدين والحكومتين، كما أن دعوة الملك محمد السادس موريتانيا إلى مبادرة الساحل جد مهمة حتى تتمكن العلاقات الثنائية من التوطيد والتطور أكثر خصوصا على الصعيد الاقتصادي وفي مختلف القطاعات.

🔴 لكن توجد عثرة أخرى هي العلاقات الموريتانية الجزائرية التي قد تتأثر من أي خطوة في هذا الاتجاه. لقد رأينا كيف سحبت الجزائر سفيرها في فرنسا ونفس الأمر بالنسبة لإسبانيا. وباستحضار أيضا أن موريتانيا لديها مصالح معها ألا تعتقد أن خطوة الاعتراف بمغربية الصحراء قد توتر العلاقة وربما تقطعها بين نواكشوط والجزائر؟

الجزائر بلد شقيق نحترمه، لكن لا أظن أن الأمور ستصل إلى قطع العلاقات بين البلدين، فموريتانيا دولة مستقلة، وكل بلد يملك سيادة قراره، وكامل الاستقلالية في اتخاذ مواقف مهمة يستحضر فيها مصالحه الاستراتيجية، على غرار دعم مغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي المغربية، وشخصيا دعوت بالفعل الحكومة الموريتانية لدعم الموقف المغربي ومبادرة الملك محمد السادس.

🔴 مع تعيين رئيس حكومة موريتاني جديد.. هل يمكن م أن يحدث تقدم في هذا الإطار؟

عموما، التوجه العام لدى الدولة والحكومة الموريتانية هو تطوير العلاقات مع المغرب وتعزيزها أكثر في إطار "رابح رابح" الهادفة إلى تحقيق شراكة كبيرة ومصالح مشتركة في مختلف المجالات، ومن يريد تحقيق ذلك عليه اتخاذ مواقف مهمة وكبيرة وخطوات في هذا الإطار.

🔴 الملاحظ بشكل عام في السنتين الأخيرتين، من حكم ولد الرئيس محمد ولد الغزواني هو حالة من الفتور في العلاقات بين موريتانيا وما يُسمى الجبهة الانفصالية للبوليساريو وربما اللقاء الأخير خلال حفل التنصيب أظهر هذا بقوة للعلن.. هل يسعنا القول إن موريتانيا باتت تتقدم بخطوات صوب الرباط؟

الحقيقة أنه ليست هنالك علاقة خاصة أساسا ما بين جبهة البوليساريو وحكام موريتانيا، وإنما هناك موقف الحياد الإيجابي الذي يسمح للجبهة وقيادتها بأن تزور نواكشوط وتتقابل مع الرئيس أو يتبادلا الرسائل، لكن طبعا في إطار موضوع محدد مع الحكومات الموريتانية المتعاقبة لا يخرج عن نطاق الحياد الإيجابي في قضية الصحراء.

وبالتالي هذا موقف قديم الذي يتعلق بـ"الحياد الإيجابي"، وهو في حاجة للتطوير والتقدم به من خلال الخروج بموقف حقيقي ينسجم والحقائق التاريخية والترابية والأخوة والصداقة مع المملكة، والتي تتجلى أساسا في دعم مغربية الصحراء.

النظام الجزائري.. ووهم القوة !

صَرَف النظام الجزائري ما يزيد عن 350 مليون دولار عن استعراض عسكري دام ساعتين بمناسية الذكرى 70 لـ"الثورة الجزائرية". كل هذا المبلغ الضخم صُرف من خزينة الدولة، فقط، ليرسخ صورة ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...